يتساءل العديد من المواطنين هل ضيق التنفس بعد الأكل قد يؤدي إلى الموت؟، وذلك بعدما توفيت معلمة تدعى شيماء السيد، وهي أحد أعضاء الهيئة التدريسية في إحدى مدارس محافظة سوهاج، بعد ساعات من نشرها منشورًا على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
هذا المنشور الذي أثار جدلاً واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: “مش قادرة أحدد أنا بموت ولا دا الأكل كابس على نفسي”، لتودع المعلمة الفقيدة الحياة بعد فترة وجيزة من نشرها لهذه الكلمات التي تزامنت مع حدوث ضيق شديد في تنفسها.
البوست المثير للجدل
كانت شيماء قد كتبت هذا المنشور قبل ثلاثة أيام من وفاتها، قائلة فيه إنها تشعر بضيق في التنفس لكنها لم تكن تستطيع تحديد ما إذا كان السبب هو تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ أم أن الإفراط في الطعام هو السبب وراء هذه الأعراض.
وبينما تفاعل العديد من أصدقائها ومتابعيها مع هذا المنشور، كانت ردود الفعل تتراوح بين السخرية والجدية، حيث تم تداول البوست بشكل كبير، بل وحظي بالكثير من التعليقات التي كانت في غالبها غير جدية، حيث علقت بعض المتابعات قائلة: “دي كانت بتموت فعلاً”، مشيرين إلى أن هذه الكلمات أصبحت حقيقة، حيث فارقت شيماء الحياة في اليوم التالي.
ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي
مع تداول هذا المنشور بشكل واسع، تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وفاة شيماء، حيث نعى زملاؤها وأقاربها الفقيدة، داعين لها بالرحمة والمغفرة، وانتشرت التعليقات التي تترحم على روحها، مؤكدة أن هذه الحادثة كانت مفاجئة وغير متوقعة، إذ لم يكن أحد يتخيل أن ما بدأ كمنشور عابر سيكون له هذا النتيجة المأساوية.
وأحد المتابعين علق قائلاً: “البنت دي كانت منزلة بوست من ٣ أيام بتقول مش عارفه أنا بموت ولا الأكل كابس على نفسي، وناس كتير هزرت وضحكت وشيرت البوست.. لكن البنت دي توفت بجد، ادعولها بالرحمة”.
هذه التعليقات تبرز إشكالية التعامل مع بعض الحالات الصحية أو الأعراض التي قد تبدو عابرة في البداية، ولكنها قد تكون مؤشرًا لمشاكل صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
التحليل الطبي والتفسير العلمي
وللتعرف على ما قد تكون الأسباب المحتملة لهذا الموقف، تحدثنا مع الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري الأمراض البكتيرية والمناعة والتغذية الحيوية، التي قدمت تحليلًا علميًا حول الأعراض التي ظهرت على المعلمة شيماء، حيث قالت في تصريحات خاصة لـ«الحرية»: “ضيق النفس بعد تناول الطعام يمكن أن يكون مؤشرًا خطيرًا، فالمعدة قد تتسبب في بعض الأعراض المزعجة كضيق النفس، وقد يكون ضيق التنفس ناتجًا عن انسداد شرايين القلب أو نتيجة لامتلاء المعدة بطريقة غير صحية”.
وأوضحت عبد الوهاب أن تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة قد يؤدي إلى ضغط على المعدة، ما يتسبب في ضيق التنفس، وحتى في الحالات الأكثر خطورة قد تؤدي إلى الوفاة، إذا كانت هناك مشاكل صحية غير مكتشفة في القلب أو الجهاز التنفسي.
وأضافت: “أفضل طريقة لتجنب هذا النوع من المخاطر هي تجنب تناول الطعام بكميات كبيرة وبسرعة، من الأفضل تناول الوجبات بشكل بطيء وبكميات معتدلة، كما يُنصح بشرب كوب من الماء مع عصير الليمون قبل الوجبة الرئيسية، ثم يمكن تناول طبق الشوربة المتنوع، وبعدها تناول الوجبة الرئيسية التي تتضمن البروتينات مع الخضروات والنشويات”.
وتابعت عبد الوهاب: “من المهم أن نتبع عادات غذائية صحيحة للحفاظ على الصحة العامة، كما يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام، وخاصة في فترات الإفطار في شهر رمضان، حيث يعتبر الكثير من الناس من أسوأ العادات هي تناول الطعام بشكل سريع ودون مراعاة للصحة العامة، مشيرة إلى أن الله أمرنا بعدم الإسراف في الطعام والشراب، ويجب علينا اتباع التوجيهات الصحية في ما يخص النظام الغذائي”.
العادات الغذائية في رمضان وكيفية تجنب الأضرار
وأكدت الدكتورة نهلة على أهمية تناول الطعام بشكل تدريجي ومنظم خلال شهر رمضان، خاصة في وجبة الإفطار، حيث من الأفضل أن يتم تناول الطعام على مراحل، بحيث يبدأ الإنسان بشرب الماء أو تناول عصير طبيعي خفيف، ثم يتناول طبقًا من الشوربة الخفيفة، وبعد ذلك يمكنه تناول الوجبة الرئيسية، وأضافت: “يجب أن نتجنب امتلاء المعدة بشكل كامل بعد الإفطار، كما يجب تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا”.
كذلك نصحت بضرورة الالتزام بتناول الأطعمة المتوازنة التي تحتوي على البروتينات، والخضروات، والنشويات المعقدة، مثل الأرز البسمتي أو الفريك، مع تجنب الأطعمة المقلية والدسمة التي قد تؤدي إلى مشاكل في الهضم وضيق التنفس.
التوعية الطبية وتغيير العادات
وجدير بالذكر أن حادثة وفاة المعلمة شيماء السيد تفتح بابًا واسعًا لمناقشة العادات الغذائية المتهورة التي قد تهدد حياة الأشخاص في أي وقت، ويجب على الجميع أن يكونوا أكثر وعيًا تجاه الأعراض التي قد تبدو بسيطة في البداية، مثل ضيق التنفس بعد الأكل، حيث أن هذا قد يكون علامة تحذيرية لمشكلة صحية أكبر، مما يتطلب التوجه للطبيب فورًا.